روائع مختارة | واحة الأسرة | نساء مؤمنات | ودعهم الشهر الفضيل.. بدموع حانية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > نساء مؤمنات > ودعهم الشهر الفضيل.. بدموع حانية


  ودعهم الشهر الفضيل.. بدموع حانية
     عدد مرات المشاهدة: 2572        عدد مرات الإرسال: 0

كانوا ممن حباهم الله برحمته وغفرانه فمن عليهم بأن قضوا نحبهم في شهر رمضان المبارك، اتسموا جميعاً بأن صاحبتهم قصص مؤثرة لرحيلهم.

فتركوا بصماتهم في حياتنا، فما أن تأتي ذكرى رحيلهم حتى تأتي أطيافهم تحلق حولنا وكأنها تبث لنا سعادتهم في جنان الخلد.. .

منهم صحابة الرسول عليه السلام والتابعون. . ومنهم علماء الإسلام وقادته وحملة رايته. . ومنهم الشهداء الأبرار الأحبة.

من آل بيت المصطفى:

في السنة الثانية من الهجرة في العشر الأواخر من رمضان توفي الصحابي الجليل عبيدة بن الحارث وكان من السابقين للإسلام، توفي بجرح في غزوة بدر، كما شهد رمضان في سنة 56 هجرية وفاة السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها عن عمر يناهز الستين عاما.

وقد كانت رضي الله عنها أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه، ثم كانت سنة 208 من الهجرة حيث توفيت السيدة نفيسة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، وقد دفنت في مصر.

كما شهد يوم السابع من رمضان من السنة العاشرة للهجرة وفاة عم الرسول المقرب إلى قلبه أبو طالب، وقد كان أبو طالب الصدر الحنون الذي يتكئ عليه الرسول في بداية الجهر بالدعوة لما كان يلاقيه من أذى قرش، فكانت وفاته ألماً شديداً للرسول فكان عام الحزن مع وفاة زوجته الحبيبة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في العاشر من نفس الشهر في رمضان.

ثم كانت وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت الرسول في الثالث من رمضان، وحملت فاطمة بين دموع العيون وأحزان القلوب وغسلها زوجها علي ابن أبي طالب.

كما استشهد زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم يوم 17 رمضان سنة 40هـ على يد أحد الخوارج، واختلف على مكان قبره، وكان عمره يوم قتل 63 سنة، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم عند رجوعه إلى المدينة من حجة الوداع سنة 10هـ توقف في غدير خم وقال لمن معه:  "من كنت مولاه فعلي بن أبي طالب مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".

الصحابة والتابعون:

كما توفي المجاهد العظيم خالد بن الوليد رضي الله عنه في 18 رمضان سنة 21هـ في خلافة عمر بن الخطاب وحزن عليه عمر والمسلمون حزنًا شديدًا، وقد جعل رضي الله عنه سلاحه وفرسه في سبيل الله.

ومن خالد إلى داهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه حيث توفي في الثلاثين من رمضان 43 هجرية، وكان ممن اسلم بعد تفكير طويل وتدبر كبير، وقصة حياة عمرو بن العاص غنية حافلة، كسب خلالها للإسلام قطرين كبيرين من أقطار المعمورة هما مصر وفلسطين.

كما شهد العام 544 من الهجرة وفاة القاضي العظيم أبو الفضل عياض بن موسى الأندلسي المالكي.

وأخيراً فقد شهد الحادي عشر من رمضان أحداثاً عظيمة، حيث رفع الله عيسى بن مريم عليه السلام إلى السماء، وفيه قبض كليم الله موسى بن عمران رضي الله عنه، كما قبض يوشع وصي نبي الله موسى عليه السلام.

العلماء والقادة والأدباء:

توفي الإمام العالم عبد الله بن المبارك في رمضان سنة 168 من الهجرة، وهو تاجر وزاهد ورث التقوى والورع والدين والخلق القويم عن أبيه الأمين، مثلما ورث المال الحـ لال، وكان يغزو في سبيل الله سنة، ويحجّ سنة.

أما الطبيب الفيلسوف ابن سينا فقد توفي في الأول من رمضان لعام 428 من الهجرة، كما توفي الأديب المؤرخ شهاب الدين ياقوت النحوي. كما توفي خطيب القدس أبو الذكاء عبد المنعم بن يحيى النابلسي سنة 687 هجرية، وكان حسن الهيئة مهيباً عزيز النفس، توفي عن أربع وثمانين سنة، كما كانت سنة 1020 من الهجرة حيث توفي الأديب عبد الحق الدمشقي في المنتصف من رمضان.

وقد شهد عصرنا الحديث وفاة محمد علي باشا في 14 رمضان 1265هـ وكان من أعظم حكام مصر وشهدت مدته إصلاحاً كبيراً وازدهاراً.

شهداء يرسمون لوحة شرف:

كما شهد هذا الشهر اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى في الولايات المتحدة الأميركية، والتي كانت تؤكد أن العالم الإسلامي لا يمكنه مواجهة القوة الصهيونية الجديدة إلا بالتفوق العلمي.

وفي التاسع من رمضان 1423هـ توفي الشيخ مصطفى مشهور المرشد السابق للإخوان المسلمين، وقد شيعته جموع غفيرة من المسلمين في جميع أنحاء العالم وصل تقرير بعضهم إلى مليون في موكب مهيب، يبكون في صمت وحزن وخشوع.

كما شهد رمضان بحزن عميق اغتيال القائد القسامي محمود أبو هنود بعد 3 محاولات سابقة حيث قصفته طائرة أباتشي صهيونية مع اثنين من رفاقه مساء الجمعة السادس عشر من رمضان، وعرفته أخته من بين الأشلاء من علامة في ذراعه اليمني.

وفي الرابع من رمضان لعام 1423 استشهد القائد إياد صوالحة البالغ من العمر 28 عاماً من سرايا القدس في هذا الشهر المبارك في جنين في محاولته لقهر 40 آلية عسكرية وطائرة مروحية صهيونية! وقد أخذت زوجته ووالداه رهينة ليسلم نفسه، لكنه قاتل حتى اختاره الباري في جنان الفردوس بعد أن فجر الصهاينة المنزل الذي يتحصن به.

ولا تزال الدماء القسامية الطاهرة تروي أرض فلسطين المباركة، ولا يزال المجاهدون الأبطال يتوافدون إلى جنان الله مضرجين بدمائهم، حيث ودع رمضان في يومه السابع لعام 1425 بقلب دام الشهيد عدنان الغول 46 عاماً.

وهو أحد القيادات القسامية الكبيرة وكبير مهندسي تصنيع المتفجرات في كتائب القسام، وقد خرج آلاف الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم فور سماع نبأ استشهاد الغول في مسيرات غاضبة.

الكاتب: تسنيم الريدي

المصدر: موقع آسية